الدكتور سلمان بن جبر آل ثاني
15-مايو-2022
مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك: سلمان بن جبر آل ثاني
حقق فريق دولي مؤلف من 300 باحث من علماء الفلك والفيزياء الفلكية ومن تخصصات أخرى، ينتمون إلى 80 معهدا ومركزا بحثيا حول العالم، اكتشافا مهما يتمثل في التقاط أول صورة للثقب الأسود العملاق الموجود في مركز مجرتنا درب التبانة، وبذلك يكون علم الفلك الحديث قد حصل على أول دليل دامغ على وجود ثقب اسود عملاق في مركز مجرتنا، وهو تأكيد على صحة التوقعات الفيزيائية والرصدية السابقة التي كانت تتوقع ذلك. ووفقا للمؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن هذا الاكتشاف مساء يوم الخميس الماضي الموافق 12 مايو 2022، فقد تمثلت جهود الفريق العلمي بالحصول على دليلا دامغا على أن الجسم الموجود في قلب المجرة هو بالفعل ثقب أسود Black Hole، ويطلق عليه في الفلك الحديث Sagittarius A* أو يختصر إلى Sgr A* ويبعد عن الأرض جوالي 27,000 سنة ضوئية، ويغطي في السماء مساحة صغيرة بحجم مساحة القمر البدر، جهة كوكبة الرامي في السماء الجنوبية من الكرة الأرضية، كما أنها تقدم أدلة مهمة حول طبيعة تركيب وتكوين وديناميكية هذه الأجرام السماوية العملاقة، التي يُعتقد أنها تتواجد في مركز معظم المجرات.
تم إنتاج الصورة بواسطة فريق بحث عالمي يعمل على شبكة مراصد فلكية راديوية عالمية منتشرة في مناطق واسعة في الكرة الأرضية وتعمل وكأنها مرصد فلكي واحد يسمى (تلسكوب أفق الحدث) Event Horizon Telescope (EHT) والذي يضم علماء من مركز هارفارد-سميثونيان للفيزياء الفلكية Harvard & Smithsonian (CfA).. وقال مايكل جونسون، عالم الفيزياء الفلكية التابع لـ CfA: على مدى العقود الماضية، تساءل علماء الفلك عن الأجرام التي يمكن أن تكون في مركز مجرتنا، التي تجذب النجوم إلى مدارات ضيقة من خلال جاذبيتها الهائلة، وعندما التقط الفلكيون في تلسكوب أفق الحدث لصورة الثقب الأسود فيها، كبروا الصورة التي شملت حوالي ألف مرة من هذه المدارات، حيث تزداد الجاذبية فيها إلى حوالي مليون مرة. وعند هذا المدى القريب، يقوم الثقب الأسود بتسريع المادة لتقترب من سرعة الضوء وتثني مسارات الفوتونات في الفضاء الزماني المكاني (الزمكاني) الملتوي. إن الثقب الأسود جسم كوني مظلم تماما، لكن الغاز المتوهج حوله يكشف عن علامة مميزة، وهي منطقة مركزية مظلمة تسمى الظل shadow محاطة بجسم يشبه الحلقة الساطعة، يُظهر هذا المنظر الجديد انحناءً للضوء بفعل الجاذبية القوية للثقب الأسود، والتي تبلغ كتلتها 4 ملايين مرة كتلة الشمس. نرى في الصورة الملتقطة للثقب الأسود أنه يبتلع الغاز والضوء القريبين، ويسحبهما إلى حفرة لا قاع لها، وتؤكد هذه الصورة عقودًا من العمل النظري لفهم كيفية تأكل الثقوب السوداء.” وليست هذه الصورة الأولى لثقب أسود، بل التقط الفريق العلمي صورة سابقة للثقب الأسود الموجود في مجرة أخرى غير درب التبانة سنة 2019 يدعى M87 في وسط مجرة Messier 87 البعيدة عن مجرتنا درب التبانة.