الدكتور سلمان بن جبر آل ثاني
10-أبريل-2022
مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك: سلمان بن جبر آل ثاني
أكد فريق علمي على حدوث عواصف مغناطيسية على كوكب عطارد أصغر كوكب سيار في المجموعة الشمسية، مشابهة للعواصف المغناطيسية على الأرض، وهو اكتشاف فتح سؤالا مهما حول إذا كانت هنالك عواصف مغناطيسية مشابهة في الكواكب السيارة الأخرى، سواء في مجموعتنا الشمسية، أو في الكواكب النجمية التي تدور حول النجوم الأخرى في مجرتنا درب التبانة. يتكون الفريق العلمي الذي اكتشف العواصف المغناطيسية على عطارد من سبعة علماء من عدة دول هي الولايات المتحدة والصين وكندا، وبإشراف معهد الجيوفيزياء بجامعة ألاسكا فيربانكس، ونشرت ورقة علمية بهذا الاكتشاف في مجلة تكنولوجيا العلوم الصينية China Technological Sciences ومشاركة العديد من مراكز الأبحاث الصينية والأمريكية، كما نشرت ورقة مماثلة في مجلة الصينية Nature Communications. وبحسب ما جاء في الورقة العلمية التي نشرها هوي تشانغ، أستاذ فيزياء الفضاء في جامعة ألاسكا، بأن العمليات الفيزيائية التي تحدث في عطارد فيما يخص العواصف المغناطيسية مشابهة تماما لما يحدث هنا على الأرض. الاختلافات الرئيسية هي في حجم
الكوكب، ولدى عطارد مجال مغناطيسي ضعيف ولا يوجد غلافا جويا مهما. ولكي يتأكد الفريق العلمي على وجود العواصف الجيومغناطيسية على عطارد، فقد تم رصد سلسلة من المقذوفات الكتلية الإكليلية من الشمس التي حدثت ما بين 8-18 أبريل 2015، ووصلت مسبار الفضاء ماسنجر التابع لناسا والذي أطلق في عام 2004 واصطدم بسطح كوكب عطارد في 30 أبريل 2015 لتنتهي مهمته في دراسة كوكب عطارد. إن القذف الكتلية الإكليلية Coronal Mass Ejection والتي تختصر بالأحرف CME عبارة عن سحابة من الغاز مقذوفة من بلازما الشمس -غاز مصنوع من جسيمات مشحونة، وتتضمن تلك السحابة المجال المغناطيسي للبلازما. كانت المقذوفات الكتلية الإكليلية التي حدثت في 14 أبريل بمثابة المفتاح الذي كشف للعلماء عن وجود عواصف مغناطيسية في عطارد، حيث انضغط تيار حلقة عطارد على الجانب المواجه للشمس وزاد من طاقة التيار. وقال تشانغ: إن التكثيف المفاجئ للتيار الدائري يسبب المرحلة الرئيسية لعاصفة مغناطيسية، لكن هذا لا يعني أن عطارد لديه شفق قطبي (أورورا) Aurora مثل تلك الموجودة على الأرض. وعلى الأرض، تنتج العواصف شفقا قطبيا عندما تتفاعل جزيئات الرياح الشمسية مع جزيئات الغلاف الجوي. ومع ذلك، فعلى عطارد، لا تواجه جزيئات الرياح الشمسية غلافًا جويًا، وبدلاً من ذلك، تصل إلى السطح دون عوائق، وبالتالي يمكن رؤيتها فقط من خلال فحص الأشعة السينية وأشعة جاما. وخلصت الدراسة إلى أن النتائج التي تم الحصول عليها من مسنجر توفر رؤية رائعة أخرى لمكانة عطارد في تطور النظام الشمسي بعد اكتشاف المجال المغناطيسي للكوكب الجوهري.