مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك – سلمان بن جبر آل ثاني
استخدم فريق من علماء الفلك تلسكوب الفضاء “هابل” لاكتشاف قرص متنامي حول احد أشباه النجوم “كوازار” Quasar حيث يبطئ القرص في دورانه حول نفسه كما انه يُمتص من قبل مركز القرص وكأنه ثقب اسود عملاق.
الفلكيون استخدموا في هذا الاكتشاف تقنية جديدة سميت ” عدسة الجاذبية ” Gravitational Lensing وهو مصطلح حديث يعتمد على استخدام انحراف الضوء حول الكتل الضخمة بحيث يعمل ما تقوم به العدسة المحدبة Concave Lense على تكبير الأجسام المرصودة، وهذا يعني تكبير الأجرام السماوية بشكل أعلى من تكبير التلسكوب نفسه، أي بمعنى أدق إعطاء التلسكوب قوة إضافية.
هذه التقنية ساعدت علماء الفلك كثيرا على دراسة القرص بشكل جيد، من خلال تحديد درجة حرارة القرص في أجزاءه المختلفة، ولونه بالاعتماد على حرارته، حيث أن الثقوب السوداء Black Holes الموجودة في مراكز المجرات حرارتها عالية لكنها لا تبعث الضوء، بينما تعطي الأجرام السماوية والغاز الموجود حولها لمعانا كبيرا، لذلك فان موقع الثقوب السوداء يمكن تحديد موقعها من خلال المناطق اللامعة في مراكز المجرات.
إن حجم القرص المحيط بالكوازارات يصل إلى بضعة أيام ضوئية، أو حوالي 100 بليون كيلو متر، هذا البعد هو الظاهر، حيث أن بعدها الحقيقي يصل إلى بلايين السنين الضوئية، ولذلك فان مراصدنا لوحدها لا تستطيع تقديم التفاصيل عن هذا القرص، لذلك فالتكنولوجيا الحديثة هي التي يمكنها تقديم التفاصيل لهذا القرص من على هذا البعد السحيق في الكون وكأننا ننظر إليه مباشرة، وليس بالاعتماد على التكهنات والتوقعات كما كان سابقا.
تمكن الفلكيون من خلال اللون الظاهر في النجوم القريبة من القرص، والاختلاف في لون القرص في أجزاءه المختلفة، من معرفة الحرارة في كل مناطق القرص وعمره أيضا نسبة لعمر الكون، كما توصل الفلكيون إلى أن قطر القرص يصل إلى ما بين 100 إلى 300 بليون كيلو مترا، وهذا الحجم الصغير من على هذا البعد الكبير يعتبر محيرا لدى علماء الفلك، لكنهم يعتقدوا أن يزداد حجم القرص في المستقبل.