صرّح الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني رئيس مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك، يرصد المركز خلال هذا الأسبوع كماً من الشّهب في ساعات المساء مابين الساعة التاسعة مساءاً وحتى فجر اليوم التالي، والتي تتزامن مع زختي شهب الثوريات الشمالية والجنوبية، وتتميز هذه الزخّة بانطلاق كور نارية خلالها ما بين الحين والآخر، مما يجعلها متميزة عن باقي زخات السّنة.
ووفقا لهذه التقارير فإن زخة شهب الثوريات تستمر من 20 أكتوبر وحتى 30 نوفمبر من كل عام، لكن الذروة تكون يوم 17 و 18 نوفمبر، ومصدر هذه الشهب المذنب الشهير “إنكي” Comet Encke الذي يترك ذرات غبارية خفيفة في الفضاء بين الكواكب السيارة وتدخل الغلاف الغازي الأرضي في هذه الفترة وتحترق نتيجة سرعة دخولها العالية لغلاف الجو الأرضي، وعادة ما تظهر شهب الثوريات عالية في السماء فوق رأس الراصد تقريباً في قطر بسبب وجود كوكبة الثور في وسط السماء، أي بارتفاع 90 درجة تقريباً عن الأفق في ساعات الفجر الأولى .
وكشفت التقارير الفلكية إلى أن شهب الثوريات كثيراً ما تظهر بلون مخضر لامع، كما يترافق معها ظهور “الكرات النارية” اللامعة والتي يصل لمعانها في المتوسط إلى لمعان كوكب الزهرة أو القمر في طور الهلال وأحياناً تظهر ألمع من ذلك بكثير مثل تلك التي التقطتها الكاميرا الخاصة برصد الشهب التابعة لمركز قطر لعلوم الفضاء والفلك.
والجدير بالذكر أن مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك قد أطلق أول محطة رصد فلكية للشهب في الوطن العربي في شهر أكتوبر 2011م، والتي توفّر صور حيّة لهواة الفلك عبر الموقع الخاص بالمركز، ومواكبةً مع التطور؛ فقد أطلق المركز المحطة الثانية الواقعة في جنوب قطر منذ بداية شهر نوفمبر، وهي في مرحلة التجربة قبيل أن تدخل في مرحلة البث المباشر للمتابعين.
ويعزم المركز على إستكمال برنامجه خلال النصف الأول من العام 2016م، وهو إضافة محطتين أخرييْن ليتم تغطية دولة قطر من الأربع إتجهات، والتي ستساعد في تحديد مصدر وإتجاه الشهب والكور النارية بدقة عالية جداً ومتميزة.
ووفقاً لهذه التقارير فإن زخة شهب الثوريات هذا العام 2015 ستكون أنشط من المعتاد وأكثر لمعاناً، وفقاً لما صرح به خبير الشهب في جامعة ويسترن انتاريو الكندية “بيتر براون” Peter Brown الذي أكد أن الرادار الخاص بالشهب كشف عن حدوث نشاط واضح في شهب الثوريات ما يدل أنها أنشط بكثير من السنوات الماضية.